بعد الحصول على توبيخ من مالك الشقة ، قررت والداتي محاولة الابتعاد من تلك المنطقة نهائياً و أن تتوارى عن الأبصار و تختفي، و قد يمكن أن يكون الخيار الأفضل لنا.


أول مكان فكرت به والدتي هو مكان ما بعيدٌ عن الأنظار و في نفس الوقت لن يكون هناك الكثير من التغييرات الجذرية في حياتنا، و من خلال البحث ، علمت أنه مع نمو الذئاب ، فإنها تحتاج إلى مساحة كبيرة للركض و الإستكشاف، فقررت أن الجانب القطري (الريف) سيكون أفضل بالنسبة لنا جميعاً.


وجدت والدتي الكثير من المنازل أثناء بحثها ، و لكن المشكلة أنها ليس لديها مساحة للفناء الخلفي من أجلنا.


لذلك واصلنا الذهاب من هنا إلى هناك للبحث عن مكان ما، إلى أن وصلنا إلى المنزل الحادي عشر من سلسلة بحثنا، و كان الثاني عشر هو محطتنا الأخيرة.


حيث أدخلنا صاحب البيت إليه لنتفقده، و قد بدى عليه أثر الزمن الذي جعله هشاً و رثاً يشبه الأطلال، ثم قال :"حسناً ، قد لا يعد هذا منزلًا صالحاً للعيش بعد الآن ، لكنني أعتقد أنك توافقينني الرأيّ عندما أقول لك إنه واسع جدًا كما طلبت مني و تكلفته شبه مجانية".


نظرنا جميعًا بفضول إلى المنزل المنهار من الداخل و الخارج، ثم أكمل :"لا يبدو بالكثير ، لكن على عكس المنازل الأخرى التي قد تحصلين عليها من أمثاله فإن المياه جارية و الكهرباء متوفرة، كما أنه أنه يحتوي على حقول زراعة فارغة تركها أصحابه القدماء".


"و لكن كم من الوقت كان هنا؟"، سألت والدتي بفضول.


"لنرى ، تقريباً إذا حكمنا عليه من خلال مظهره ، ربما كان هنا قبل أن تكون هذه الغابة موجودة" أجاب الرجل بسخرية.


" كم يبعد أقرب بيت من هنا؟ " سألت.


"حوالي ثلث ساعة مشياً ربما" أجابها.


"حسنا إذا كنت جاهزة لرؤية الفناء تاليا ، يمكننا -" قال لكن والدتي قاطعته.


"سنأخذه ! " ، قالت بسعادة.


"حسـ- هل أنت جادة ؟!" قال بدهشة لكن والدتي ابتسمت على الفور كعلامة للقبول .


بمجرد الانتهاء من جميع الأعمال الورقية و إمضاء العقود و الاتفاق على التكلفة ، خرجت أنا و آمي للتحقق من المكان، كنت متحمسة جدًا، "هذا المكان رائع!" صرخت و أنا أركض في الفناء.


ركضت حول الحقول المجاورة لنا التي لا نهاية لها إلى أن نادت عليّ والدتي، لكن (راين) كان خائفًا جدًا من محيطه الجديد و إكتفى بالجلوس فقط في منتصف المنزل و هو ينظر إليّ، و كان يفزع جداً عندما يرى حشرات في المنزل.


جاءت والدتنا إلينا و سألتنا و هي مبتسمة و في قمة السرور لأنّها وجدت مكاناً آمناً لنا جميعاً: "كيف إذا، هل تحبان منزلكما الجديد؟".


" إنه رائع حقاً!" قلت بحماس.


"فظيع! دعينا نعود إلى منزلنا القديم" قال (راين) بكلام متقطع لأنه كان لا يزال يتعلم الحديث، و هو يقاوم الدموع.


لكن والدتي كانت على علم أننا سنكبر معاً لنحب هذا المكان ، لذلك ربتت على رأس (راين) و ابتسمت.


بعد قليل من الوقت كانت والدتي تنظر لمدى سوء المنزل و كيف أنّه غير صالح للعيش بتاتاً، فكان عليها الخروج و شراء بعض الأدوات لترميمه، لكن قبل ذلك أحضرت حقيبة و أدخلتها المنزل ثم أخرجت منها ضريح والدي و وضعته في منتصف المنزل ثم إبتسمت.


كان السقف عديم الفائدة تمامًا عندما تمطر، و كانت ألواح الأرضية غير مستقرة أيضاً حيث أنها يمكن أن تسمح بسهولة لشخص ما بالسقوط ، و كان الغبار قد كسى جميع أنحاء المنزل، هذه الأشياء كانت ستجعل أي شخص عادي يستسلم و يترك المنزل، لكن والدتي أرادت أن تعطينا فرصة جديدة هنا.


2021/01/11 · 134 مشاهدة · 548 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024